jeudi 7 janvier 2016

فوائد الصيام الاسلامي، حقيقة أم تضليل ؟



                
 فوائد الصيام الاسلامي، حقيقة أم تضليل ؟    

بقلم أغناج مريم و ڭايدي طه محمود




يقول القرآن: " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون " (البقرة ١٨٤)
 
يعتقد كثير من الناس أن للصيام تأثيرا سلبيا على صحتهم، و ينظرون إلى أجسامهم، كنظرتهم إلى الآلة التي لا تعمل إلا بالوقود. وقد تعودﻭا على ﺍلاعتقاﺩ أن تناول ثلاث وجبات يوميا، أمر ضروري، وأن ترك وجبة طعام واحدة سيكون لها من الأضرار والأخطار، الشيء الكثير كنتيجة طبيعية للجهل العلمي. ھﺫا ٬ وقد عرف الصوم منذ الآف السنين عند معظم شعوب العالم، وكان يعتبر كوسيلة طبيعية للشفاء من كثير من الأمراض. وهنا تتجلى أهمية الفكرة التي يخبر بها القرآن عن وجود هذه العادة عند الأمم قبل الإسلام، حيت يقول: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(البقرة ١٨٣).

أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية التي تناولت دراسة جسم الإنسان وفوائد الصوم، أنه من الضروري تأدية الصيام لمساعدة الجسم على وظائفه الحيوية بكفاءة. فهل اكتشف العلم الحديث السر في  ما يقوله القرآن " وأن تصوموا خير لكم "؟

·         الصيام تجربة روحية
أكد " توم برنز"، صحفي خريج مدرسة كولومبيا في أحد مقالاته:  " إنني أعتبر الصوم تجربة روحية عميقة أكثر منها جسدية، فعلى الرغم من أنني بدأت الصوم بهدف تخليص جسدي من الوزن الزائد، إلا أنني أدركت أن الصوم نافع جدا لإيقاظ الذهن، فهو يساعد على الرؤية بوضوح أكبر، وكذلك على استنباط الأفكار الجديدة وتركيز المشاعر. لقد صمت إلى الآن مرات عديدة، لفترات تتراوح بين يوم وستة أيام، وكان الدافع في البداية هو الرغبة في تطهير جسدي من آثار الطعام، غير أنني أصوم الآن رغبة في تطهير نفسي من كل ما علق بها خلال حياتي، وخاصة بعد أن سافرت حول العالم لعدة شهور، رأيت الظلم الرهيب الذي يعيش فيه كثير من البشر، إنني أشعر أنني مسئول بشكل أو بآخر عما يحدث لهؤلاء ولذا فأنا أصوم تكفيرا عن هذا".  و أكد العديد من الناس أن للصيام راحة للجسم، إذ يشعر المرء بانصراف ذاتي عن النزوات والعواطف السلبية كالحسد والغيرة و يخلص نفسه من الخوف والارتباك. و يضيف  توم لافتا الإنتباه إلى شعوره بتجاوب رائع مع سائر الناس أثناء الصيام :" ولعل كل ما قلته هو السبب الذي جعل المسلمين وكما رأيتهم في عدة مدن يحتفلون بصيامهم لمدة شهر في السنة احتفالا روحيا لم أجد له مثيلا في أي مكان آخر في العالم ".

·  الصيام طريقة لتطهير الجسم
 حسب دراسات أمريكية حديثة حول التغذية، فإن توقيت و وتيرة الطعام يلعبان دورا هاما فى زيادة الوزن عكس ما يظنه البعض بخصوص طبيعة الأطعمة المستهلكة. هذا التقرير لا يزال فى مرحلة التجربة. لكن باحثي معهد كاليفورنيا حصلوا على نتائج مقنعة إثر تجارب أنجزت على مجموعات من الفئران. لذا، فإن الإنتظام في التغذية في الفترات اليومية للصيام أمر ضروري و مفيد لجهازنا الهضمي. كما أن الصيام يساعد الجسم على القيام بعملية الهضم التي يتخلص عبرها من الخلايا القديمة والزائدة عن حاجته. بالإضافة إلى أن نظام الصيام الذي تتجاوز عدد ساعاته ١٠ساعات من الجوع والعطش وبضع ساعات فقط للإفطار هو النظام المثالي لتنشيط عمليتي الهدم والبناء. وهذا عكس ما كان يتصوره الناس من أن الصيام يؤدي إلى الهزال والضعف، ولكن بشرط أن يكون الصيام بمعدل معقول كما هو في الإسلام، حيث يكون الصيام في شهر كامل في السنة أو صيام يومي الإثنين و الخميس لمن أراد ذلك.

·         الصيام وقاية من الأورام
يقوم الصيام بوظيفة طبية تظهر في إزالته للخلايا التالفة والضعيفة من الجسم.  فالجوع الذي يفرضه الصيام على الإنسان يحرك الأجهزة الداخلية لجسمه من أجل لاستهلاك الخلايا الضعيفة لمواجهة ذلك الجوع، فتتاح للجسم فرصة ذهبية كي يسترد خلالها حيويته ونشاطه، كما أنه يستهلك أيضا الأعضاء المريضة ويجدد خلاياها، و يكون الصيام كذلك وقاية للجسم من كثير من الزائدات الضارة مثل الحصوة والرواسب الكلسية و الزائدات اللحمية والأكياس الذهنية وأيضا الأورام في بداية تكونها.

و تثبت دراسات علمية مثل دراسات البروفسور" اسحق جينينغز" فى القرن ١٩، أو تلك التي أنجزت مؤخرا، تثبت فوائد الصيام. إذ يعتبر الصيام كعلاج يمكن من شفاء التهاب الامعاء، ارتفاع ضغط الدم، علاج بعض أمراض الرئة و طبعا مشاكل زيادة الوزن. و إنه من المعروف أن ممارسة الصيام تساعد على علاج آلام المعدة والامعاء بالإضافة لفوائده المتعلقة بتطهير الجسم.

·         الصيام علاج ضد الاكتئاب
 فقد طرح الدكتور جويل فوهمانن فضائل الصوم فى عمله " الصوم والأكل من أجل صحتنا (jeuner et manger pour santé) " لمحاربة الاكتئاب حيت يشرح فضائل عديدة للصّيام خصوصا فيما يتعلق بالمشاكل النفسية . لذا، فالصيام من شأنه ان يساهم فى تحسين اداء الجسم بما فى ذلك الدماغ إذ يمكنه من إرتياح العصاب ،من تقليل الاجهاد ،القلق و الاكتئاب أيضا ، بل يمكن أيضا من  تباطؤ نمو السرطان حسب دراسات  أنجزت على الحيوانات.

·          الصيام يحمي من السكر
إنه من المؤكد أن الصوم يساهم في خفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها، وعلى هذا فإن الصيام يعطي غدة البنكرياس فرصة رائعة للراحة، فتقوم بفرز الأنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية وذهنية تخزن في الأنسجة، فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة فإن البنكرياس يصاب بالإرهاق والعياء، ثم يعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج و من ثم ظهور مرض السكري. وقد ساهم الصيام في تطوير علاج لمرضى السكري في شتى أنحاء العالم  باتباع نظام  لفترة تزيد على عشر ساعات وتقل عن عشرين كل حسب حالته، ثم يتناول المريض وجبات خفيفـة جدا، وذلك لمدة متوالية لا تقل عن ثلاثة أسابيع. وقد جاء هذا الأسلوب بنتائج مبهرة في علاج مرضى السكري ودون أية عقاقير كيميائية. 

·         الصيام وقاية من داء الملوك
وهو المسمى بمرض "النقرس" والذي ينتج عن زيادة في التغذية والإكثار من أكل اللحوم، ومعه يحدث خلل في تمثيل البروتينات المتوافرة في اللحوم " الحمراء" داخل الجسم، مما ينتج عنه زيادة ترسيب حمض البوليك في المفاصل ٬و خاصة مفصل الأصبع الكبير للقدم، وعندما يصاب مفصل بالنقرس فإنه يتورم ويحمر ويسبب هذا ألما شديدا، كما أن كمية أملاح البول في الدم قد تزيد ثم تترسب في الكلى فتسبب الحصـوة، و يعتبر النقص في كميات الطعام علاجا رئيسيا لهذا المرض الشديد الانتشار.

و على الرغم من هذه الفوائد المتعددة، ينبغي في بعض الحالات استشارة الطبيب قبل الصيام كحالات الحمل، أو الرضاعة أو الإصابة بأمراض معينة يمتنع معها الصوم لحاجة المريض الدائمة للأكل أو لأدْويته.  فقد يتسبب الصيام في بعض الحالات بآلام في الرأس أو الصداع النصفي. لذا يجب على كل شخص أن يعتدل في فترات صومه و أن يحترم حاجياته الغذائية.



·         مراجع بالفرنسية




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire